كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

قال ابن عباس: وما فيه من المواعظ والذكر والأمر والنهي (¬1).
وقال الزجاج: يعني به المنافقون (¬2).
وقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} قال ابن عباس: يريد لو كان من عند مخلوق لكان فيه كذب واختلاف وباطل (¬3).
وقد بين الزجاج وكشف عن هذا المعنى فقال: لو كان ما يُخبرون به مما بينوا وما يسرون فيوحى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لولا أنه من عند الله لكان الإخبار به مختلفًا؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل (¬4). فالاختلاف على هذا التفسير معناه الكذب.
وقال قتادة وابن زيد في قوله: {اخْتِلَافًا}: أي تناقضًا من جهة حق وباطل (¬5). وهذا القول معناه كالأول؛ لأنَّ تأويله: أنه لو كان من عند غير الله لكان ما فيه من الإخبار عن الغيب بعضه حقًا وبعضها باطلًا.
وقال بعض أهل المعانى: قوله: {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا} أي من جهة بليغ ومرذول (¬6). يعني أنه لو كان من عند مخلوق لكان على قياس كلام
¬__________
(¬1) انظر: "زاد المسير" 2/ 144، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 82.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 91 ب، "زاد المسير" 2/ 144، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 82.
(¬5) هذا معنى قولهما، وقد أخرجه ابن جرير 5/ 179 - 180، وانظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 140، "النكت والعيون" 1/ 510، "الدر المنثور" 2/ 332.
(¬6) "النكت والعيون" 1/ 510، ونسبه الماوردي لبعض البصريين، وانظر: "زاد المسير" 2/ 145.

الصفحة 630