كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

وقوله: {أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ}. مضى فيه كلام المفسرين.
وقال الحسن: من السلم أو الحرب (¬1).
وقوله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ}. الذيع أن يشيع الأمر (¬2). قال الفراء: يقال: ذاع الشيء يذيع ذيعانًا وذيعًا وذيوعًا (¬3).
وقال أبو زيد: أذعتُ الأمر وأذعت به (¬4). ونحو ذلك قال الكسائي وأبو عبيدة (¬5) وأنشد.
أذاع به في الناس حتى كأنه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب (¬6)
قال قتادة: {أَذَاعُوا بِهِ} أظهروه (¬7).
وقوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ}.
أي ردوا الأمر من الأمن أو الخوف (¬8). وتأويله: فوضوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر (¬9).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" للهواري 1/ 404.
(¬2) "تهذيب اللغة" 2/ 1262 (ذاع)، وانظر: "الصحاح" 3/ 1211 (ذيع).
(¬3) ليس في "معاني القرآن"، ويحتمل وجوده في كتابه "المصادر"، وهو مفقود.
(¬4) "تهذيب اللغة" 2/ 1262 (ذاع).
(¬5) "مجاز القرآن" 1/ 133، وانظر: الطبري 5/ 182 - 183.
(¬6) البيت لأبي الأسود الدؤلي كما في "المجاز" 1/ 133، والطبري 5/ 182 - 183، وفي "معاني الزجاج" 2/ 83 دون نسبة.
قال أبو عبيدة عقبه: "يقال: أثقب نارك، أي أوقدها حتى تضيء" ويقصد أبو الأسود بهذا البيت صديقًا له أفشى له سرًا، والمعنى: أشاع هذا السر وأظهره حتى صار كالنار الموقدة في مكان عال يراها كل مار.
(¬7) أخرجه الطبري 5/ 182 - 183، لكن بلفظ: "سارعوا به وأفشوه".
(¬8) انظر: الطبري 5/ 182 - 183، و"زاد المسير" 2/ 146.
(¬9) انظر: الطبري 5/ 182 - 183، و"معاني الزجاج" 2/ 83، و"الكشف والبيان" 4/ 92 أ.

الصفحة 635