كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

وقال الفراء: ينبطونه مثل يستنبطونه، ونبط الماء ينبط وينبط نبوطًا والأنباط الذين استنبطوا الماء من الأرض (¬1).
وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا كان يعدُ ولا يُنجز: فلان قريب الثرى بعيد النبط (¬2).
وقال غيره: يقال ذلك إذا وصف بالعز والمنعة، حتى لا يجد عدوه سبيلًا إلى أن يهضمه (¬3). قال كعب بن سعد الغنوي (¬4):
قريب ثراه ما ينال عدوُّه ... له نبطًا أبي الهوان قطوبُ (¬5)
وأنشده الفراء في المصادر. هذا كلام أهل اللغة.
فأما قول أهل التأويل، فقال الضحاك: {يَسْتَنْبِطُونَهُ} يتبعونه (¬6).
وقال عكرمة: الذين يحرصون عليه ويسألون عنه (¬7).
¬__________
(¬1) ليس في "معاني القرآن"، فيحتمل وجوده في كتابه المفقود: المصادر.
(¬2) "تهذيب اللغة" 4/ 3497 (نبط).
(¬3) "تهذيب اللغة" 4/ 3497 (نبط).
(¬4) هو كعب بن سعد بن عمرو بن عقبة الغنوي، شاعر جاهلي مجيد، وقيل: أدرك الإسلام، وهو من أصحاب المراثي. انظر: "طبقات الشعراء" ص 48، و"الأعلام" 5/ 227.
(¬5) البيت في "تهذيب اللغة" 4/ 3497، و"الصحاح" 3/ 1162 (نبط) دون نسبة. ونسب لكعب في "أساس البلاغة" 2/ 416، و"اللسان" 7/ 4325 (نبط)، و"الصحاح" و"اللسان": "عند" بدل قوله: "أبي".
ومعنى: قريب ثراه: أي قريب خبره، انظر: "اللسان" 1/ 480 (ثرا).
وقطوب: من القطوب وهو كناية عن الغضب والعبوس. انظر: "اللسان" 6/ 3667 (قطب).
(¬6) أخرجه الطبري 5/ 182 بلفظ: "يتتبعونه" وذكره في "الكشف والبيان" 4/ 12 و"معالم التنزيل" 2/ 255.
(¬7) "الكشف والبيان" 4/ 92 أ، و"معالم التنزيل" 2/ 255.

الصفحة 637