كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

(رَعَبْتُ] (¬1) الشيءَ، أَرْعَبُهُ رَعْبًا). و (سَيْلٌ راعِبٌ): يملأ الأوديةَ والأنْهَارَ (¬2). ثم قالوا: (رَعَبْتُهُ فارْتَعَبَ)؛ أي: أفْزَعْتُهُ فَفَزعَ؛ كأنك قلت: ملأتُ قَلْبَهُ فَزَعًا. ومعنى الآية: يملأ قلوبَهُم فَزَعًا.
وقوله تعالى: {بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} (ما) ليست بموصولة؛ لأنها للمصدر؛ أي: بإشراكهم بالله.
والباء في {بِاللَّهِ}، مِنْ صِلَةِ معنى الإشراك، لا لَفْظه؛ لأن لفظَ الإشراك لا يقتضي الباء.
قال الأزهري (¬3): إنَّمَا دَخَلَتْ البَاءُ في قوله: {لَا تُشرِك بِاَللَّهِ} [لقمان:13]؛ لأن معناه: لا تَعْدِلْ به غَيْرَه، فتجعله شريكًا له، وذلك (¬4) قوله -تعالى-: {بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ}؛ أي: بِمَا عَدَلُوا باللهِ، ومَنْ عَدَلَ بالله شيئًا مِنْ خَلْقِهِ، فهو كافرٌ (¬5).
وقوله تعالى: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}.
أي: حُجَّةً، وَبَيَانًا. و (السُّلْطَانُ)؛ معناه: الحُجَّةُ، في قول أكثر المفسِّرينَ، وأهلِ اللغة (¬6).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين مطموس في (أ). وساقط من (ج). والمثبت من (ب).
(¬2) ويقال: (رعَبَ الحوضَ)، (يَرْعَبُهُ رَعْبا): مَلأه و (رَعَبَ السيلُ الوادي): ملأه. انظر: (رعب) في: "المقاييس" 2/ 410، و"اللسان" 3/ 1667.
(¬3) في "تهذيب اللغة"10/ 16 (شرك). نقله عنه بتصرف يسير.
(¬4) في "التهذيب" وكذلك.
(¬5) في "التهذيب" فهو مشرك. وفي نسخ أخرى منه أشار إليها محقِّقُهُ: فهو كافر مشرك.
(¬6) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 106، و"تأويل المشكل" له 504، و"تفسير الطبري" 7/ 279، و"نزهة القلوب" للسجستاني 276، و"تهذيب اللغة" 2/ 1732 (سلط)، و"المجمل" 2/ 471 (سلط)، و"مفردات ألفاظ القرآن"420 (سلط).

الصفحة 64