كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

قال ابن عباس (¬1): يريد: في الدنيا والآخرة.
وقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يعني: أَنَّ الإيمانَ يُوجِب ما ذكر مِن تَرْكِ الوَهْنِ والحُزْن. فقيلَ: إنْ كُنتم مؤمنين؛ فَلا تَهِنوا ولا تحزنوا؛ أي (¬2): من كان مؤمنًا فيجب ألّا (¬3) يَهِنَ، ولا يَحْزَن؛ لثقته باللهِ -جل وعَزَّ-. وإلى هذا أَشَار ابنُ عبَّاس، فقال (¬4) في قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يريد: مُصَدِّقِينَ؛ تحريضًا مِنَ اللهِ تعالى لهم.
وفيه وجْه آخر، وهو: أن (¬5) المعنى: إنْ كنتم مؤمنين بِصِدْق (¬6) وَعْدِي إيَّاكُمْ بالنَصر؛ حتى تَسْتَعْلُوا على عَدُوِّكُم، وتَظْفَرُوا بِبُغْيَتِكُم.
وفي قوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} وجهان:
أحدهما: أنه في موضعُ الحَال؛ كأنَّهُ قيل: لا تَحْزَنوا عَالِينَ؛ أي: منصورين على عَدُوِّكُم (¬7) بالحُجَّةِ (¬8).
الثاني: أنه اعتراضٌ بِوَعْدٍ مؤكد؛ كأنه قيل: ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا إنْ كُنْتُم مؤمنين، وأنتم الأَعْلَوْن (¬9).
¬__________
(¬1) لم أقف على مصدر قوله.
(¬2) في (ج): (إلى).
(¬3) في (ب): (أن لا).
(¬4) لم أقف على مصدر قوله.
(¬5) (أن): ساقطة من (ج).
(¬6) في (ج): (لصدق).
(¬7) (على عدوكم): ساقطة من (ج).
(¬8) انظر: "البيان"، للأنباري 1/ 222، و"الدر المصون" 3/ 401.
(¬9) انظر: "الفريد في إعراب القرآن المجيد" 1/ 633.

الصفحة 7