كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

قوله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.
قال اللَيْثُ (¬1): الحَسُّ: القَتْلُ الذَرِيع. قال: و {تَحُسُّونَهُمْ}، أي: تقتلونهم قَتْلًا شديدًا كثيرًا.
وروى الحَرَّانيُّ (¬2) عن ابن السِّكِّيت (¬3): الحَسُّ: مصدرُ (حَسَسْتُ القومَ، أَحُسُّهُمْ، حَسًّا): إذا قتلتهم.
وقال أبو عبيدة (¬4)، والزَّجَّاجُ (¬5)، وابنُ قُتَيْبَة (¬6): الحَسُّ: الاستئصال بالقتل؛ يقال: (جَرَادٌ مَحْسُوسٌ): إذا قَتَلَه البَرْدُ. و (سَنَةٌ حَسُوسٌ): إذا أتَتْ على كلِّ شيء (¬7) ومعنى {تَحُسُّونَهُمْ}: تستأصلونهم قَتْلًا (¬8).
وقال أصحاب الاشتقاق: (حَسَّهُ، يَحُسُّهُ): إذا قَتَلَه؛ لأنه أبطل حِسَّهُ بالقتل، وأصابَهُ (¬9)؛ كما يقال: (بَطَنَهُ): إذا أصاب بَطْنَهُ (¬10)، و (رَأَسَهُ): إذا
¬__________
(¬1) قوله في: "تهذيب اللغة" 1/ 816 (حسس). نقله عنه ببعض التصرف.
(¬2) هو: أبو شعيب، عبد الله بن الحسن الحَرّاني. تقدمت ترجمته.
(¬3) في "تهذيب اللغة" 1/ 816 (حسس). وانظر قول ابن السكيت في "إصلاح المنطق" 26.
(¬4) في "مجاز القرآن" 1/ 104.
(¬5) في "معاني القرآن" 478.
(¬6) في "تفسير غريب القرآن" له 113.
(¬7) هذا قول ابن قتيبة المصدر السابق، تصرف فيه المؤلف بالتقديم والتأخير.
(¬8) انظر: "تفسير الطبري" 4/ 127، "نزهة القلوب"، للسجستاني 155، و"الموضع في تفسير القرآن" للحدادي 39.
(¬9) انظر: "مقاييس اللغة" 2/ 9 (حسس)، و"النكت والعيون" 1/ 429، و"تفسير القرطبي" 4/ 235.
(¬10) (إذا أصاب بطنه): ساقط من (ج).

الصفحة 70