كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

أصاب رَأسَهُ (¬1). والتَّحَسُّسُ: طَلَبُ الأخبار بحَاسَّةِ السَمْعِ (¬2).
وقوله تعالى: {بِإِذْنِهِ} أي: بِعِلْمِهِ (¬3)
قال المفسرون (¬4): كان المسلمون يوم أُحُد، يقتلون المشركين قتلا ذريعًا حتى وَلَّوْا هاربين، وانكشفوا منهزمين؛ فذلك قوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.
ثم أَخَلَّ الرُّمَاةُ (¬5) بالمكان الذي ألزمهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهُ، فَحَمَلَ -حينئذ- خالدُ بنُ الوَلِيد (¬6)، مِن وَرَاء المسلمين، وتَرَاجَعَ المشركون، وقُتِلَ
¬__________
(¬1) يقال: (بَطَنَه)، و (بَطَنَ له)، و (بَطَّنَه): ضرب بَطْنَه. انظر: "القاموس المحيط" ص 1180 (بطن).
و (رَأسَه، يرْأسَه، رَأسًا): أصاب رأسه. انظر: "اللسان" 3/ 1533 (رأس).
(¬2) انظر: "الزاهر" 1/ 473.
(¬3) هذا قول الزجاج في "معاني القرآن" 1/ 478.
وقيل: بأمره وحكمة وقضائه. وهو قول ابن عباس، والطبري، وأبو سليمان الدمشقي، وأبو الليث.
انظر: "تفسير الطبري" 4/ 127، و"بحر العلوم" 1/ 308، و"زاد المسير" 1/ 476، و"تفسير القرطبي" 4/ 235.
وقيل: بلطفه، وقيل: بمعونته، وقيل: بصدق وعده. وهذه الأقوال الثلاثة ذكرها الماوردي في: "النكت والعيون" 2/ 906.
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" 2/ 118، و"تفسير الثعلبي" 3/ 131 ب، و"تفسير ابن كثير" 1/ 444.
(¬5) في (ب): (أجل الزمان).
(¬6) هو: أبو سليمان، خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي. سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (سيف الله)، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وقائد خيلهم، وشهد مع الكفار حروبهم ضد المسلمين إلى عمرة الحديبية، وأسلم سنة سبع بعد خيبر، وقيل: قبلها. وهو من أشهر قادة الجيوشَ عند المسلمين. توفي سنة (21 هـ). انظر: "الاستيعاب" 2/ 11، و"الإصابة" 1/ 413.

الصفحة 71