كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

طَرَبَ الوَالِهِ أوْ كالمُخْتَبَلْ (¬1)
إلا أنَّه كَثُرَ استعمالُهُ في خِفَّةِ الفَرَحِ، وَنَشَاطِ السُّرُورِ (¬2).
وقال أصحابُ المعاني (¬3): معنى قوله: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}؛ أي: جَعَلَ مكانَ مَا تَرْجُونَ مِنَ الثَّوَابِ، الغَمَّ؛ كما تقول: (تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ)، و (عِتَابُكَ السَّيْفُ) (¬4)؛ أي: تجعل هذا مكانَ ذاك. قال عَمْرو بن مَعْد يكَرِب (¬5):
وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... تَحِيَّةُ بَيْنهمْ ضرْبٌ وَجِيعُ (¬6)
¬__________
(¬1) شطر بيت للنابغة الجعدي. وصدره:
وَأرَانِي طَرِبًا في إثْرِهِمْ
وقد ورد في: شعره: 93. وورد منسوبًا له في: "أدب الكاتب" 18، و"تهذيب اللغة" 3/ 2174 (طرب)، و"الاقتضاب" 3/ 14، و"اللسان" 5/ 2649 (طرب). وروايته في شعره: (فأراني ..).
(الوالهُ): الذي ذهب عقله، أو قارب الذهاب؛ لفقد حبيبه، أو ولده، وهو (الثاكل).
و (المُختَبَل): الذي خَبَلَهُ الحُزْنُ فَجَنَّنَهُ وأفقده عقله، أو هو الذي قُطِع عضوٌ من أعضائه. وهذا التفسير الثاني، قال في: "الاقتضاب" إنه (أجود في هذا الموضع؛ ليختلف المعنيان).
انظر: "الاقتضاب" 4/ 134، و"القاموس" 972 (ثكل)، 990 (خبل).
(¬2) انظر: (مادة: طرب) في المصادر السابقة
(¬3) انظر: "تفسيرِ الطبري" 4/ 134، و"معاني القرآن" للنحاس 1/ 497، و"بحر العلوم" 1/ 308، و"تفسير الثعلبي" 3/ 133 ب.
(¬4) وهذا من كلام العرب السائر. كما يقول أبو زيد في: النوادر: 149.
(¬5) أبو ثور الزُّبَيْديَ، تقدم.
(¬6) ورد البيت في: شعره 149. وقد ورد منسوبًا له في:
"كتاب سيبويه" 3/ 50، و"النوادر" لأبي زيد 150، و"العمدة" لابن رشيق 2/ 1056، و"الممتع في صنعة الشعر" 159. =

الصفحة 81