كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

قتلِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إلّا بأنْ (¬1) يُقال: إنَّ ذلك الغَمَّ، لَمْ يتحققْ؛ لأنَّهُ لَم يَصْدُقْ نعْيُ الرسول.
وحُكي عن المُفَضَّلِ (¬2) أنه كان يَجْعَلُ (لا) -في هذه الآية- صِلَةً (¬3)، ويقول: المعنى: لِكَيْ تَحْزَنُوا على ما فاتكم وما أصابكم؛ عُقُوبَةً لكم في خِلافِكُمْ إيَّاهُ؛ كقوله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ} (¬4) [الحديد: 29].
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. تذكيرٌ؛ للتَّحْذِير (¬5).

154 - قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} الآية.
قال المُفسِّرون (¬6): إنَّ المشركين لَمَّا انصرفوا يوم أُحُد، كانوا يتوَعَّدُون المسلمينَ بالرجوع، ولم يَأمَن المسلمون (¬7) كَرَّتَهم، وكانوا تحت الحَجَفِ (¬8)؛ مُتَأَهِّبِينَ للقتال، فأنزَل اللهُ -تعالى-[عليهم] (¬9) -دونَ المنافقين- أمَنَةً؛ فأخذهم النُّعَاسُ.
¬__________
(¬1) في (ج): (أن).
(¬2) حكى قولَ المُفضَّل: الثعلبيُّ في "تفسيره" 3/ 133 ب، والقرطبى في "تفسيره" 4/ 241.
(¬3) بمعنى: (زيادة).
(¬4) انظر: "تفسير البيضاوي" 2/ 250، و"تفسير النسفي" 4/ 221.
(¬5) في (أ)، (ب): (التحذير)، والمثبت من (ج).
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 4/ 140، 141، و"النكت والعيون" 1/ 430.
(¬7) في (ج): (المسلمين).
(¬8) (الحَجَفُ)، جمعٌ، ومفردُها: (حَجَفَةٌ)، وهي: التُّرُوسُ الصغيرة، والمُتَّخَذَةُ من الجلود، وليس فيها خَشب، يُطَارَقُ بين جِلْدين، ويُجعل منها حَجَفة.
انظر: (حجف) في: "المجمل" 1/ 265، و"القاموس" (798)، و"المعجم الوسيط" 1/ 108.
(¬9) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).

الصفحة 87