كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

ومِمَّا يُقَوِّي القراءة بالتَّاء: أنَّ الأصل: الأَمَنَةُ، و (النُّعَاس): بَدَلٌ. وَرَدُّ الكناَيَةِ إلى الأصْلِ أحْسَنُ. والأَمَنةُ هي المقصودة، فإذا حَصَلَتْ (¬1) الأمَنَةُ، حَصلَ (¬2) النُّعَاسُ، لأنها سَبَبُهُ، فإنَّ الخائفَ لا يكادُ يَنْعُسُ.
وقوله تعالى: {طَائِفَةً مِنْكُمْ} قال ابن عباس (¬3): هم المهاجرون، وعامَّةُ الأنْصَارِ (¬4).
وقوله تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} هؤلاء هم المنافقون: عبد الله بن أُبَي، ومُعَتِّبُ بن قُشَيْر (¬5)، وأصحابُهُما، كان هَمُّهُم خَلاَصَ أنفسِهِم (¬6). يقال: (أهَمَّنِي الشيءُ): إذا كان مِنْ هِمَّتِي وقَصْدِي.
والواو في قوله {وَطَاَئِفَةٌ}، واو الحال.
¬__________
قال الفراء: (إذا كانت {تغلي}، فهي الشجرة، وإذا كانت {يَغلِى}، فهو المُهْل). "معاني القرآن" 1/ 240. وانظر: "السبعة" 592، و"تفسير الطبري" 4/ 139، و"المدخل" للحدادي 147 - 149، و"المسائل العضديات" 166.
(¬1) في (ج): (حصل).
(¬2) في (ج): (وحصل).
(¬3) لم أقف على مصدر قوله.
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" 2/ 121، و"زاد المسير" 1/ 480، و"تفسير ابن كثير" 1/ 451، و"فتح القدير" 1/ 590.
(¬5) ويقال: مُعتِّب بن بشير الأوسي الأنصاري. شهد العقبة وبدرًا وأُحدًا، وقال ابن هشام بأنه ليس من المنافقين، وقيل: إنه تاب مما قاله يوم أحد.
انظر: "سيرة ابن هشام" 3/ 238،344، و"الاستيعاب" 3/ 482، و"أسد الغابة" 5/ 225، و"الإصابة" 3/ 443.
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 4/ 141، و"النكت والعيون" 1/ 430، و"تفسير البغوي" 2/ 122.

الصفحة 91