كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)
ولو قيل: (إن الأمرَ أجْمَعَ)، لم يكن إلّا النَّصبُ، -كذلك- إذا (¬1) قال {كُلَّهُ} (¬2).
وقرأ أبو عمروٍ بالرَّفْعِ (¬3)، وذلك أنه لم يُجْرِهِ على ما قَبْلَهُ، ورَفَعَهُ على الابتداء، و {لِلَّهِ}: الخَبَر.
قال الفَرّاءُ (¬4): ومثله مِمَّا قُطِعَ مِمَّا (¬5) قبلَهُ: قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} (¬6) [الزمر: 60]، ومِنْ هذا -أيضًا-: ما أجازه سيبويه مِن قولِهِم: (أينَ تَظُنُّ زيدٌ ذاهِبٌ).
وقوله تعالى: {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} أي: مِنَ الشَّكِّ والنِّفَاقِ، وتكذيب الوَعْدِ بالاستعلاء على أهل الشرك.
وقوله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}
رُوي (¬7) عن الزُّبَيْر بن العَوَام -رضي الله عنه -، أنَّه قال (¬8): أَرْسَلَ اللهُ علينا النَّوْمَ،
¬__________
(¬1) (أ)، (ب): (إذ). والمثبت من: (ج)، و"الحجة".
(¬2) فنصب {كُلَّهُ} إما على التوكيد، أو النعت، أو البدل.
انظر: "معاني القرآن" للفراء 1/ 243، و"معاني القرآن" للأخفش 1/ 218، و"الأصول في النحو" لابن السراج 2/ 23، و"إعراب القرآن" للنحاس 1/ 371، و"التبيان" للعكبري ص 216.
(¬3) أي: {كُلَّهُ} انظر: المصادر السابقة.
(¬4) في "معاني القرآن"، له 1/ 243. نقله عنه بمعناه.
(¬5) في (ج): (من).
(¬6) قوله تعالى: {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}، جملة مكونة من: مبتدإ، وهو: {وُجُوهُهُمْ}، وخبر، وهو: {مُّسْوَدَّةٌ}. والجملة في محل نصب على الحال. ويجوز من الناحية النحوية أن تُنْصبَ {وُجُوهُهُمْ} على أنها بدل من {الَّذِينَ}. انظر: "البيان" للأنباري 2/ 325
(¬7) في (أ): (رَوَي). والمثبت من: (ب)، (ج).
(¬8) أخرج قوله: الواقدي في "المغازي" 1/ 323، والطبري في "تفسيره" 4/ 143،=
الصفحة 95