كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 6)

قال الهُذَلِيُّ (¬1):
أَم ما لجنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعًا ... إلّا أَقَضَّ عليكَ ذاكَ المَضْجَعُ (¬2)
وقال: (أضْجَعْتُ فُلانا): إذا وَضَعْت جَنْبَهُ بالأرض. و (ضَجَعَ)، فهو يَضْجَعُ بنَفْسِهِ. ويريد بـ {المَضَاجِعِ} ههنا: مَصارِعَهم للقتل؛ أي: حيث يَسْقُطُون (¬3) -هناك- قتلى.
وقوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ} قال الكسائيُّ وغيرُهُ (¬4): وليَبْتَلِيَ اللهُ ما في صدوركم، فَعَلَ ما فَعَلَ يومَ أُحُد. فَحُذِفَ واختُصِرَ؛ لِبَيَان المعنى.
ومعنى {لِيَبْتَلِيَكُمْ}: ليعاملكم معامَلَة المُبْتَلِي، المُخْتَبِرِ لكم.
¬__________
(¬1) هو أبو ذؤيب، خويلد بن خالد الهذلي.
(¬2) البيت ورد منسوبًا له في: "المفضليات" 421، و"الزاهر" 1/ 473، و"الأمالي" 1/ 182، و"تهذيب اللغة" 3/ 2982 (قضض)، و"شرح أشعار الهذليين" 1/ 5، و"مقاييس اللغة" 5/ 21 (قضض)، و"جمهرة أشعار العرب" ص 241، و"اللسان" 6/ 3662 (قضض).
ورد في (التهذيب): (.. أقضَّ عليه ذاك ..)، وفي "المقاييس" (أم ما لجسمك). البيت من مرثيته التي يرثي بها أبناءه الخمسة الذين ماتوا في عام واحد. وقبل هذا البيت:
قالتْ أُمَيْمَةُ ما لجسمك شاحبا ... منذ ابْتُلِيتَ ومثل مالِكَ يَنفَع
(أم) في البيت هي المنقطعة، بمعنى: (بل) والاستفهام. وقوله: (لا يُلائِم): لا يوافق، (أقضَّ عليك ذاك المضجع)؛ أي: لم يطمئن بك النوم، كأن تحت جنبك (قَضِيضا)، وهو: الحصى الصغار.
انظر: "الزاهر" 1/ 473، و"التهذيب" 3/ 2982، و"شرح أشعار الهذليين" 1/ 6.
(¬3) (يسقطون): مطموسة في (ج).
(¬4) لم أقف على مصدر قول الكسائي، ولا على مصدر قول غيره ممن قال هذا القول.

الصفحة 97