كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

والفُرْضة الثُّلمةُ تكون في النهر، تقول: سقاها بالفِراض والفُرض، والفرضُ: الحز الذي يكون في (المسواك) (¬1)، والفرض في القوس الحز الذي يشد فيه الوتر، والفريضة ما افترض الله عز وجل فجعله أمرًا حتمًا عليهم قاطعًا، وكذلك قوله: {وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً} [البقرة: 237] أي جعلتم لهن قطعة من المال. قال: ومعنى مفروض في هذه الآية: أي أفترضه على نفسي (¬2).
وقال الفراء: ما جعل له عليه السبيل فهو كالمفروض (¬3).
وقال ابن عباس: يريد من اتبعه وأطاعه (¬4).
وقال الكلبي والضحاك: [نصيبًا مفروضًا] (¬5) أي معلومًا (¬6).
قال أهل العلم: إنما اتخذ الشيطان من العباد النصيب المفروض بإغوائهم (¬7) إياهم، وتزيينه لهم الفواحش حتى يرتكبوها، فيكونوا بذلك من نصيبه المفروض وحظه المقسوم، فعلى هذا كل من أطاع إبليس فهو من مفروضه (¬8).
¬__________
(¬1) غير واضحة في المخطوط، والاعتماد على "معاني الزجاج".
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 109، وانظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 132، و"معاني القرآن" للنحاس 2/ 193، و"الكشف والبيان" 4/ 122 أ، و"زاد المسير" 2/ 204.
(¬3) "معاني القرآن" 1/ 289، وانظر: "الكشف والبيان" 4/ 122 أ.
(¬4) في "تنوير المقباس" ص 97: "فما أطيع فيه فهو مفروضه مأموره". وقد أورد المؤلف قول ابن عباس هذا في "الوسيط" 2/ 710.
(¬5) ما بين المعقوفين قد طمس في المخطوط، والتسديد من "الوسيط" 2/ 710.
(¬6) قول الكلبي في "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 97. أما عن الضحاك فأخرجه الطبري 5/ 281 من طريق جويبر وهو ضعيف جدًّا.
(¬7) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب: بإغوائه. انظر: الطبري 5/ 281.
(¬8) انظر: الطبري 5/ 281، و"الكشف والبيان" 4/ 122 أ.

الصفحة 100