كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

123 - قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} (¬1).
اختلفوا في نزول هذه الآية: فقال مجاهد وابن زيد: نزلت في كفار قريش وأهل الكتاب، قالت قريش: لا نُبعث ولا نُحاسب، وقالت اليهود: لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة (¬2).
وقال مسروق والسدي وقتادة والضحاك: نزلت في المسلمين وأهل الكتاب (¬3).
قال أهل المعاني: معنى الآية: ليس الثواب الذي تقدم ذكره والوعد به في قوله: {سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي} الآية، {بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَاب} أي ليس يُستحق بالأماني، إنما يُستحق بالإيمان والعمل الصالح (¬4). وهذا معنى قول الزجاج (¬5)، قال: اسم ليس مضمر، المعنى
¬__________
(¬1) هذِه هي الآية الثالثة والعشرون بعد المائة من سورة النساء، وقد ذُكرت هكذا في المخطوط بعد الآية (121) وتركت الآية (122)، ويحتمل أن المؤلف لم يتعرض لها، فقد قال في "الوسيط": "قوله عز وجل:- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [النساء: 122] ظاهر إلى قوله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} "الوسيط" 2/ 114.
(¬2) أخرجه بنحوه عن مجاهد وبمعناه عن ابن عباس وابن زيد: الطبري 5/ 289 - 290، وانظر: "الكشف والبيان" 4/ 123 أ.
(¬3) أخرجه بمعناه عنهم الطبري 5/ 288 - 291، وانظر: "الكشف والبيان" 4/ 123 ب واختار الطبري القول الأول معللًا لذلك بقوله: "لأن المسلمين لم يجر لأمانيهم، ذكر فيما مضى في الآي قبل قوله {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} وإنما جرى ذكر أماني نصيب الشيطان المفروض، وذلك في قوله: {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} [النساء:119] وقوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ} ... " "تفسير الطبري" 5/ 291.
(¬4) كأن هذا ترجيح للقول الأول في المراد بالضمير في "أمانيكم"، وهو قوي.
(¬5) في "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 111، وانظر: "معاني النحاس" 2/ 197، و"بحر العلوم" 1/ 390.

الصفحة 107