كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

ليس ثواب الله بأمانيكم (¬1).
وقوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} اختلفوا في معناه: فقال الحسن وابن زيد: هذا في الكفار خاصة؛ لأنه يجازون بالعقاب على الصغير والكبير (¬2).
وقال الضحاك في هذه الآية: يقول: ليس لكم ما تمنيتم، وليس لأهل الكتاب ما تمنوه، من عمل سوءًا شركًا فمات عليه يُجز به النار (¬3).
وقال مقاتل بن حيان: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} بلغنا أنه الشرك (¬4).
وقال الحسن في قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} قال: هو الكافر، لا يجزي الله المؤمن يوم القيامة عمله، ولكن المؤمن يُجزى بأحسن عمله، ويتجاوز عن سيئاته، ثم قرأ: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 35]، وقرأ أيضًا: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17] (¬5).
وقال سعيد بن جبير: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا} بغير الشرك (¬6).
ويدل على أن المراد بهذه الآية الكفار دون المؤمنين قوله تعالى:
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 111، وانظر: "معاني النحاس" 2/ 197، و"بحر العلوم" 1/ 390، و"الكشف والبيان" 4/ 123 ب.
(¬2) أخرجه عنهما بمعناه الطبري 5/ 293، وسيأتي عند المؤلف سياق لأقوالهما.
(¬3) أخرجه بمعناه الطبري من طرق 5/ 293، وانظر: "الدر" 2/ 399.
(¬4) لم أقف عليه عن مقاتل بن حيان. وهذا القول لابن عباس وسعيد بن جبير، أخرج ذلك الطبري 5/ 293.
(¬5) أخرجه بنحوه من طرق: الطبري 5/ 292، وذكره بلفظه الثعلبي في "الكشف والبيان" 4/ 124 ب، وانظر: "زاد المسير" 2/ 210، و"الدر المنثور" 2/ 399.
(¬6) الوارد عن سعيد بن جبير كما في الطبري 5/ 293 إنه فسر السوء بالشرك.=

الصفحة 108