كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

اللأواء (¬1)؟ -قال: بلى- قال: فهو ما تجزون به (¬2).
وقال أبو هريرة: لما نزلت هذه الآية بكينا، وحزنا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية من شيء فقال: إنها لكم أنزلت، ولكن أبشروا، إنه لا يصيب أحدًا منكم مصيبة في الدنيا إلا كفَّرَ اللهُ بها خطيئة، حتى الشوكة يُشاكها أحدكُم في قدمه (¬3).
وهذا الذي ذكرنا من أن الجزاء يراد به مصائب الدنيا مذهب أبي بن كعب وعائشة ومجاهد. وقالوا: إن الآية عامة لجميع الناس (¬4).
واختاره محمد بن جرير (¬5).
وقال أبو إسحاق: قد أعلم الله عز وجل أنه يغفر ما دون الشرك لمن يشاء، فعامل السوء ما لم يكن كافرًا مرجو له العفو والرحمة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - شافع لأمته مشفَّع (¬6).
وقوله تعالى: {وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} قال ابن عباس: يريد وليًا يمنعه، ولا نصيرًا ينصره (¬7).
¬__________
(¬1) اللأواء: الشدة والمشقة وضيق العيش. انظر: "اللسان" 7/ 3978 (لأى).
(¬2) أخرجه الإِمام أحمد في "مسنده" 1/ 11، والطبري 5/ 294، والحاكم في "المستدرك"، كتاب: معرفة الصحابة 3/ 74، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، كما أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" 4/ 123 ب، والمؤلف في "الوسيط" 2/ 715. وذهب أحمد شاكر إلى أن في إسناده انقطاعًا وذلك في تحقيقه للطبري.
(¬3) أخرجه مسلم بنحوه (2574) كتاب: البر والصلة، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه ... وغيره وانظر: "الدر المنثور" 2/ 400.
(¬4) انظر: "زاد المسير" 2/ 210.
(¬5) في "تفسير الطبري" 5/ 293.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 112.
(¬7) انظر: "الوسيط" 2/ 718، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 98.

الصفحة 110