كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وتأويل هذا ظاهر في الكفار، وأما في المسلمين فإنه لا ناصر لأحد في القيامة دون الله، ولا ولي للمسلمين غير الله. وشفاعة الشافعين تكون بإذن من الله، فليس يمنع أحدٌ أحدًا غير الله تعالى.

124 - قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} قال المفسرون: بيّن الله بهذه الآية فضيلة المؤمنين على غيرهم (¬1).
وقال مسروق: لما نزل قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قال أهل الكتاب للمسلمين: نحن وأنتم سواء، فنزل: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} وما بعده من قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا} [النساء:125] الآية (¬2).
ودخلت من في قوله: {مِنَ الصَّالِحَاتِ} للتبعيض؛ لأن أحدًا لا يطيق أن يستوعب جنس الصالحات بالعمل، فإذا عمل بعضها استحق الثواب (¬3).
وقوله تعالى: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} وقرئ بفتح الياء (¬4)، لقوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ} [الزخرف: 70] وقوله: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46].
ومن ضم فلأنهم لا يَدخُلونها حتى يُدخلوها (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 296، و"الكشف والبيان" 4/ 125 أ.
(¬2) أخرجه بنحوه من أكثر من طريق الطبري 5/ 288 - 229، وأورده الثعلبي في "الكشف والبيان" 4/ 125 أ، والمؤلف في "أسباب النزول" ص 182، وانظر: "زاد المسير" 2/ 209، 211، و"الدر المنثور" 2/ 406.
(¬3) انظر: الطبري 5/ 296، و"الكشاف" 1/ 300.
(¬4) قراءة الضم لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وعاصم برواية أبي بكر ويعقوب، وقرأ الباقون بالفتح. انظر: "السبعة" ص 237، و"الحجة" 3/ 182، و"المبسوط" ص 158، و"النشر" 2/ 352.
(¬5) "الحجة" 3/ 182، وانظر: "الكشاف عن وجوه القراءات السبع" 1/ 397.

الصفحة 111