كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

ويجوز أن يكون محيطًا بالقدرة عليه، كما قال جل وعز: {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [الفتح: 21].
وقد ذكرنا معنى المحيط فيما تقدم (¬1).

127 - قوله تعالى {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} الآية.
الاستفتاء طلب الفتوى، يقال: أفتى الرجل في المسألة، واستفتيته فأفتاني، إفتاء، وفتيا وفتوى اسمان من: أفتى، يوضعان موضع الإفتاء، ويقال: أفتيت فلانًا في رؤياها (¬2)، إذا عبرتها له، وأفتيته في مسألته، إذا أجبته عنها (¬3). ومعنى الإفتاء والفتيا: تبيين المشكل من الأحكام (¬4)، وأصله من الفتي، وهو الشاب الحدث الذي شب وقوي، فكأنه يقويّ ببيانه ما أشكل، فيشب ويصير فتيا قويا.
وذكر عن المفسرين في سبب نزول هذه الآية قولان:
أحدهما: أن العرب كانت لا تورث والصبيان (¬5). وهذا قول ابن عباس في ما روي الكلبي عن أبي صالح عنه (¬6)، وقول مجاهد (¬7) والضحاك
¬__________
(¬1) انظر: [البقرة: 19].
(¬2) هكذا في المخطوط، والصواب: رؤياه
(¬3) انظر: "الصحاح" 6/ 2452، و"مقاييس اللغة" 4/ 474 (فتى).
(¬4) انظر: "زاد المسير" 2/ 215.
(¬5) هكذا في المخطوط ولعل الصواب كما يدل عليه حرف العطف وبقية الكلام، أن هناك كلمة ساقطة وهي: (النساء)، وذلك بعد قوله: لا تورث.
انظر: "الكشف والبيان" 4/ 126 ب، و"زاد المسير" 2/ 215.
(¬6) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 126 أ، والبغوي 2/ 293، و"زاد المسير" 2/ 215، وأخرجه بنحوه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: الطبري 5/ 299.
(¬7) في "تفسيره" 15/ 175، وأخرجه الطبري 5/ 300، وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" 1/ 392، وانظر: "زاد المسير" 2/ 215، و"الدر المنثور" 2/ 408.

الصفحة 118