كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

والشيء لا يُعرف نفسه؛ لأنه لو كان معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته، وإنما يضاف إلى غيره ليعرفه، ألا ترى أنك تضيف المصدر إلى الفاعل تارة، نحو: عجبت من قيام زيد، وإلى المفعول أخرى، نحو: عجبت من أكل الخبز، وإنما جازت إضافة المصدر إليهما لأنه في المعنى غيرهما، ولا يجيزون: سررت بطالعة الشمس، كما تقول: سررت بطلوع الشمس، لأنَّ طلوعها غيرها، فجازت إضافته إليها، والطالعة هي الشمس فلا تضيفها إلى نفسها. هذا مذهبهم (¬1).
وعلى هذا النساء في الآية غير اليتامى، والمراد بالنساء: أمهات اليتامى، أضيف إليهن أولادهن اليتامى (¬2).
يقول (¬3) هذا أن الآية نزلت في قصة أم كحة، وكانت لها يتامى (¬4).
وكذلك ما روى موسى بن عُبيدة (¬5) عن أخيه عبد الله بن عبيدة (¬6)، قال: جاءت امرأة من الأنصار، يقال لها: خولة بنت حكيم (¬7)، إلى
¬__________
(¬1) انظر: المراجع السابقة ..
(¬2) انظر: "الوسيط" 2/ 725.
(¬3) هكذا في المخطوط، فيحتمل التصحيف، ولعل الصواب: يقوي هذا.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) هو أبو عبدالعزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، المدني، ضعفه العلماء، وكان من العباد الفضلاء، توفي رحمه الله سنة 153هـ.
انظر: "ميزان الاعتدال" 4/ 213، و"التقريب" ص 552 رقم (6989).
(¬6) هو عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي، ضعفه بعض العلماء وحكم عليه ابن حجر بأنه ثقة، قتلته الخوارج سنة 130 هـ.
انظر: "ميزان الاعتدال" 2/ 459، و"التقريب" ص 313 رقم (3458).
(¬7) هي أم شريك خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، صحابية مشهورة، يقال إنها التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "الاستيعاب" 4/ 391، و"الإصابة" 4/ 290، و"التقريب" ص 746 رقم (8575)

الصفحة 121