كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

قال الكسائي: هذا على تأويل الجزاء، كقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6]، {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الحجرات: 9]. {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}، كل هذا جزاء، غير أنه على وجه: فَعَل، ولو كان على: يفعل، لكان جزمًا (¬1).
وقال أبو إسحاق: (إن) أمُّ حروف الجزاء، ولا يجوز الفصل بينها وبين ما يجزم إلا في ضرورة الشعر، نحو: إن زيد يأتك أكرمه، هذا لا يجوز إلا في الشعر، وكذلك الحكم في جميع حروف الجزاء، وذلك نحو قول الشاعر:
فمتى واغلٌ يُنبهُم يُحيُوهُ ... ويُعطَفْ عليه كأسُ السَّاقي (¬2)
ففصل بين متى وبين ما عمل فيه.
فأما الماضي فإن غيرّ عامله في لفظه، فجاز الفصل بينه وبين إن.
وارتفعت امرأة بفعل مضمر، يدل عليه ما بعدها، والمعنى: وإن خافت امرأة خافت (¬3).

128 - وقوله تعالى: {خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا} قال ابن عباس ومقاتل: أي علمت (¬4).
وقال الزجاج: خافت (¬5) الإقامة من بعلها على الإعراض والنشوز،
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المصون" 4/ 107.
(¬2) نسبه الزجاج في "معانيه" 2/ 116، لعدي بن زيد، وكذا في الكتاب 3/ 113، و"المقتضب" 2/ 76، و"الإنصاف" ص 491، و"الدر المصون" 4/ 107.
والواغل: الداخل على الشرب من غير أن يدعوه، وينبهم: ينزل بهم.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 116، 117 بتصرف.
(¬4) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 99، و"تفسير مقاتل" 1/ 412.
(¬5) في "معاني الزجاج": "إن خافت".

الصفحة 126