كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وذي ضِغْنٍ كففتُ النفس عنهُ ... وكُنتُ على مساءتِه مُقِيتًا (¬1)
قال أبو بكر: على هذا أهل اللغة، قال بعض فصحاء المعمرين:
ثم بعد الممات ينشر من ... على النشر يا بني مُقيتُ (¬2)
معناه: من هو مقتدر.
ويقوي هذا القول ما قاله ابن عباس في رواية عطاء في قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}: "يريد قادرًا" (¬3)، وهو قول السدي وابن زيد: المقيت: المقتدر (¬4)، واختيار الكسائي (¬5) والنضر بن شميل، وأنشد النضر:
تجلَّد ولا تجزع وكن ذا حفيظةٍ ... فإني على (...) لمقيت (¬6)
أي: قادر.
وقال آخرون: المُقيت الحفيظ. وهو قول ابن عباس (¬7) وقتادة (¬8).
¬__________
(¬1) "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 129. ونسب البيت للزبير بن عبد المطلب كما في الطبري 5/ 188، و"النكت والعيون" 1/ 513، والقرطبي 5/ 296، وجاء في "زاد المسير" 2/ 150، و"الدر المنثور" 2/ 336 أنه لأحيحة الأنصاري، وفي "اللسان" 6/ 3769 (قوت) نسب لأبي قبيس بن رفاعة.
و"ضغن" من الضغن وهو الحقد. انظر: "اللسان" 5/ 2592 (ضغن).
(¬2) في "تهذيب اللغة" 3/ 3069 (قوت) وفي الشطر الأول: "ينشرني من" وفي الشطر الثاني: "هو على النشر ... "، وكذا في "اللسان" 6/ 3769 (فوت)، ولم أقف على قائله.
(¬3) انظر: "زاد المسير" 2/ 151، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91، و"الدر المنثور" 2/ 336.
(¬4) أخرج ذلك بنحوه: الطبري 8/ 584، وانظر: "النكت والعيون" 1/ 512، و"زاد المسير" 2/ 151، و"الدر المنثور" 2/ 136.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 147.
(¬6) لم أقف عليه، وما بين القوسين غير واضح في المخطوط.
(¬7) "تفسيره" ص 152، وأخرجه الطبري 5/ 187.
(¬8) انظر: "زاد المسير" 2/ 151.

الصفحة 13