كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

قرأ، (يَصّالحا) أراد: يتصالحا، فأدغم التاء في الصاد، وحجته أن الأشهر في الاستعمال في هذا النحو: تصالحا (¬1).
وفي حرف عبد الله: (فلا جناح عليهما أن أصَّالَحا) (¬2).
وانتصب (صلحًا) في هذه القراءة على المصدر، ولكنه بحذف الزوائد كما قال:
وإن يَهلِكْ فذلكَ كان قَدْري (¬3)
أي: تقديري. وقد يوضع الاسم موضع المصدر، كقول القطامي:
وبعد عطائِكَ المائة الرِّتاعا (¬4)
قال أبو حاتم (¬5): كأن المصدر على القياس: يصالحا اصالحًا وتصالحًا , ولكن هذا كقوله: {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17]، {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8]، مما يخالف المصدر المصدر (¬6).
"ومن قرأ: {يُصْلِحَا} فإن الإصلاح عند التنازع والتشاجر أيضًا قد استعمل، كما استعمل: تصالحا، قال الله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 310، و"الحجة" 3/ 183.
(¬2) "الحجة" 3/ 183، وانظر: "البحر المحيط" 3/ 363.
(¬3) عجز بيت ليزيد بن سنان، وصدره:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه
"الحجة" 2/ 129، و"حاشيته" 3/ 184.
(¬4) عجز بيت للقطامي، وصدره:
أكفرًا بعد رد الموت عني
والمئة الرتاع من الإبل. "الحجة" 1/ 182، 3/ 184، و"الخصائص" 1/ 221.
(¬5) هو سهل بن محمد بن عثمان بن القاسم النحوي السجستاني، تقدمت ترجمته.
(¬6) لم أقف على قول أبي حاتم، وقد أشار إليه مكي في "الكشف" 1/ 399.

الصفحة 130