كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقال الكلبي: "يعني تُصلحوا وتتقوا الجوز والميل" (¬1).

129 - وقوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}.
قال المفسرون: يقول: لن تقدروا على التسوية بينهن في المحبة التي هي ميل الطباع؛ لأنَّ ذلك مما لا تقدرون عليه ولو اجتهدتم (¬2).
قال الضحاك: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا} يعني: في الحب والجماع (¬3).
وقوله تعالى: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}.
إلى التي تحبون في النفقة والقسمة (¬4). يقول: لا تقدرون على العدل في الحب، ولكن قربوا حالهن من العدل في القسم، وما تملكون من الأمر.
قال أبو عبيد: لا يقدر أحد على العدل بين الضرائر بقلبه، وليس يُؤاخذ به؛ لأنه لا يستطيعه ولا يملكه، ولكن عليه أن لا يميل بنفسه، وهو الذي وقع عليه النهي (¬5).
وقال مجاهد: ولن تستطيعوا العدل بينهن فلا تتعمدوا الإساءة (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 99.
(¬2) انظر: الطبري 5/ 312 - 313، و"بحر العلوم" 1/ 393، و"الكشف والبيان" 4/ 218 ب.
(¬3) أخرجه الطبري 5/ 313 - 314 ولفظه: "في الشهوة والجماع"، وفي لفظ آخر: "في الجماع".
(¬4) "الكشف والبيان" 4/ 128 ب
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) "تفسيره" 1/ 178، وأخرجه الطبري 5/ 315، وابن المنذر والبيهقي. انظر: "الدر المنثور" 2/ 413.

الصفحة 133