كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

واختيار أبي إسحاق (¬1)، لأنه مشتق من القُوت، يقال: قُتُّ الرجل أقوتُه قَوْتًا، إذا حفظت نفسه بما تقوته. والقوت اسم للشيء الذي يحفظ نفسه ولا فضل فيه، على قدر الحفظ. فمعني المقيت -والله أعلم- الحفيظ الذي يُعطي للشيء قدر الحاجة من الحفظ (¬2).
وقال الكلبي في قوله: {مُقِيتًا} مجازيًا بالحسنة والسيئة (¬3). وهذا أيضًا راجع إلى معنى الحفظ؛ لأنه إنما يحفظ أعمال العباد ليجازي عليها.
وحُكي بعضهم أن هذا من القوت، ومعنى المقيت الذي عليه قوت كل دابة ورزقها (¬4).
قال الفراء: يقال: أقات الشيء إقاتة، وقات أهله يقوتهم قياتة وقوتًا، والقوت الاسم، وجاء في الحديث: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت" و"يقيت" (¬5).
قال أبو بكر: وعلى هذا القول قوله: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} علي زائدة للتوكيد، ومن شأنهم أن يزيدوا {عَلَى} للتوكيد، وأنشد لحميد (¬6):
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 85.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 85، وانظر: "تهذيب اللغة" 3/ 3069 (قوت)، و"زاد المسير" 2/ 151.
(¬3) انظر: "النكت والعيون" 1/ 513، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬4) انظر: "بحر العلوم" 1/ 373.
(¬5) "معاني القرآن" 1/ 280.
والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" 2/ 160، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وكذا الحاكم في "مستدركه" 1/ 415، وصححه، ووافقه الذهبي.
(¬6) هو أبو المثنى حميد بن ثور بن حزن الهلالي، تقدمت ترجمته.

الصفحة 14