كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

135 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}
القسط: العدل (¬1)، ومضى الكلام فيه (¬2).
وقوّام مبالغة من قائم، كأنه قيل: كونوا قائمين بالقسط (¬3).
والقائم بالشيء معناه الكفيل به الذي يأتي به على وجهه.
قال ابن عباس: معناه: كونوا قوَّالين بالعدل في الشهادة، على من كانت، ولو على أنفسكم (¬4).
وانتصب قوله: {شُهَدَاءَ لِلَّهِ} على الحال من {قَوَّامِينَ}، ويجوز أن يكون خبر {كُونُوا}، على أن لها خبرين بمنزلة خبر واحد، ونحو هذا: حلو حامض، وجائز أن يكون صفة لقوامين (¬5).
وقوله تعالى: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}، قال عطاء: يريد وقولوا الحق، ولو على أنفسكم، وإن كان فيه مضرة عليكم (¬6).
وشهادة الإنسان على نفسه: هو إقراره بما عليه من الحق (¬7)، وذلك الإقرار شهادة منه على نفسه، فكأنه قيل: ولو كان لأحد عليكم حق فأقروا به على أنفسكم.
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 320، و"معاني الزجاج" 2/ 117، و"زاد المسير" 2/ 222.
(¬2) انظر تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3].
(¬3) انظر: الطبري 5/ 321، و"زاد المسير" 2/ 222.
(¬4) من "الكشف والبيان" 4/ 131، والأثر بمعناه في تفسير ابن عباس ص 161، وأخرجه الطبري 5/ 322، من طريق علي بن أبي طلحة أيضًا.
(¬5) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 1/ 460، و"الدر المصون" 4/ 113، وقد رجح كل منهما القول الأول.
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) "النكت والعيون" 1/ 534، وانظر: "زاد المسير" 2/ 222.

الصفحة 140