كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقال أبو إسحاق: المعنى: قوموا بالعدل واشهدوا الله (¬1) بالحق، وإن كان الحق على نفس الشاهد، أو على والديه، أو أقربيه (¬2).
وقوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا} اسم كان مضمر، على تقدير: إن يكن المشهود عليه ومن يخاصم غنيًا أو فقيرًا (¬3).
قال ابن عباس: يقول: لا تُحابوا غنيًا لغناه، ولا ترحموا فقيرًا لفقره (¬4).
قال عطاء: يريد يكونون عندكم سواء، لا تحيفوا على الفقير، ولا تُعظِّموا الغني، وتمسكوا عن القول فيه (¬5).
يريد: يكون شأنكم العدل والصدق في القريب والبعيد، والغني والفقير.
وقوله تعالى: {فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} ولم يقل به وكان الغنى والفقر صفة مشهود عليه واحد، لأن المعنى: فالله أولى بكل واحد منهما.
قال الزجاج: أي: إن يكن المشهود عليه غنيًّا فالله أولى به، وكذلك إن يكن المشهود عليه فقيرًا فالله أولى به (¬6). فجمعهما في الكناية لهذا المعنى.
ومعنى: {فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} أي: أعلم بهما منكم؛ لأنه يتولى علم أحوالهما من الغنى والفقر.
وهذا معنى قول الحسن: الله أعلم بغناهم وفقرهم (¬7).
¬__________
(¬1) في "معاني الزجاج": لله , وهو الأظهر.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 118، وانظر: "زاد المسير" 2/ 222.
(¬3) انظر: الطبري 5/ 323، و"معاني الزجاج" 2/ 118، و"إعراب القرآن" للنحاس 1/ 460، و"زاد المسير" 2/ 222.
(¬4) "الكشف والبيان" 4/ 131 ب.
(¬5) انظر: "زاد المسير" 2/ 222.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 118، وانظر: "زاد المسير" 2/ 222.
(¬7) انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" 1/ 430، و"معالم التنزيل" 2/ 298.

الصفحة 141