كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وكذلك التحية، كان: تحييه، فأدغموا الياء في الياء (¬1)، "كما استحبوا ادغام: حيّ وعيّ (¬2)، للحركة اللازمة في الياء الأخيرة، وإذا سكنت الياء الأخيرة لم يجز الإدغام بمثل: يحيي ويعيي، وقد جاء في بعض الشعر الإدغام، وليس بالوجه، وهو قوله:
تمشي بسدة بيتها فتعيّ (¬3)
وهذا الإدغام منكر عند البصريين" (¬4). وسنذكر هذا مشروحًا عند قوله: {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] إن شاء الله.
وأما معنى التحية في اللغة: فهو السلام (¬5)، وأشعار العرب ناطقة بهذا المعنى. قال عنترة (¬6):
حُييت من طلل تقادم عهده ... البيت (¬7)
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 2/ 86، و"تهذيب اللغة" 1/ 951، و"اللسان" 2/ 1078 (حيا)، و"الدر المصون" 4/ 57.
(¬2) من عيي يعيا عن حجته، انظر: "اللسان" 6/ 3201 (عيا).
(¬3) عجز بيت صدره:
وكأنها بين النساء سبيكة
أورده الأزهري في "تهذيب اللغة" 1/ 651 (حي) لكن بلفظ: "فتحي" بدل "فتعي" وهو أقرب للحرف هنا. وأورده كما عند المؤلف في "اللسان" 2/ 1076 (حيا).
قال الأزهري: لا يعرف قائله. وسدة البيت: بابه، انظر: "الصحاح" 2/ 486 (سدد).
(¬4) من "تهذيب اللغة" 1/ 951 (حي) بتصرف يسير، وانظر: "اللسان" 2/ 1076 (حيا)، 6/ 3201 (عيا)، و"الدر المصون" 4/ 57.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 148، و"بحر العلوم" 1/ 373، و"اللسان" 2/ 1079 (حيا).
(¬6) تقدمت ترجمته.
(¬7) صدر بيت، وعجزه:
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

الصفحة 16