كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وأما قول زهير بن جناب (¬1):
من كل ما نال الفتى ... قد نلتُه إلا التحيهْ (¬2)
فقيل فيه أنه المُلك (¬3)، وقيل البقاء (¬4)، والبقاء له تحية، لأن من سلم من الآفات بقي. وقال أبو الهيثم: يريد إلا السلام من المنية والآفات، فإن أحدًا لا يسلم من الموت على طول البقاء (¬5).
قال الأزهري: (والعرب تسمي) (¬6) الشيء باسم غيره إذا كان منه أو من سببه.
فالتحية بمعنى المُلك، وبمعنى البقاء صحيح. وقولهم: "حياك الله" أي أبقاك الله صحيح، من الحياة وهو البقاء (¬7).
نجد من هذا أن معنى التحية في الأصل الدعاء بالحياة، ثم صار بمعنى السلام، ثم صار أيضًا اسمًا للملك والبقاء، على ما بينا. هذا كلام أهل اللغة في معنى التحية.
فأما التفسير: فقال ابن عباس في قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء:86]: "يريد السلام" (¬8).
¬__________
(¬1) هو زهير بن جناب الكلبي الكناني، تقدمت ترجمته.
(¬2) البيت في "غريب الحديث" لأبي عبيد 1/ 75، و"الشعر والشعراء" ص 240، و"طبقات الشعراء" ص 37، و"تهذيب اللغة" 1/ 255 (حي)، و"اللسان" 2/ 1079 (حيا).
(¬3) "غريب الحديث" لأبي عبيد 1/ 75، و"تهذيب اللغة" 1/ 255.
(¬4) "تهذيب اللغة" 1/ 955 (حي)، و"اللسان" 2/ 1078 (حيا).
(¬5) "تهذيب اللغة" 1/ 955 بتصرف، و"اللسان" 2/ 1078 (حيا).
(¬6) ما بين القوسين ليس واضحًا في المخطوط، والتسديد من "تهذيب اللغة" 1/ 956 (حى).
(¬7) "تهذيب اللغة" 1/ 955 (حي) بتصرف، وانظر: "اللسان" 2/ 1078 (حيا)
(¬8) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.

الصفحة 18