كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

ومن ورد عليه سلام في كتاب فجوابه فرض عليه في الجواب (1).
ولو قال المبتدئ: عليكم السلام فقد سلم وتحتم الجواب وإن قلت العادة في اللفظ (2).
وإن قال المبتدئ: السلام عليكم، فقال المجيب: السلام عليكم، فقد أجاب. وأنت في اللفظ بالخيار، وكذلك في تعريف السلام وتنكيره، وعند التحلل من الصلاة لابد من الألف واللام.
وإذا استقبلك رجلٌ واحد فقل: سلام عليكم، واقصد الرجل والملكين، فيردان عليك (3).
وإذا دخلت بيتًا خاليًا فسلِّم على نفسك من الله تعالى (3).
وليس للمسلم أن يسلِّم على الكافر، فإن سلَّم الكافر فليقل: وعليكم، ولا يزيد على هذا (4)، وقد روي أن جماعة من اليهود دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم -يعنون الموت-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليكم، ففطنت عائشة فقالت: وعليكم السام والذام (5) والداء واللعنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة قد رددت عليهم، وإني استجاب فيهم ولا يُستجابون" (6).
__________
(1) انظر: "التفسير الكبير" 10/ 215. وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يؤيد هذا. انظر: "الدر المنثور" 2/ 339.
(2) انظر: القرطبي 5/ 300، 301، و"المجموع شرح المهذب" 4/ 461.
(3) انظر: "التفسير الكبير" 10/ 213.
(4) انظر: الطبري 5/ 190، و"بحر العلوم" 1/ 373، و"النكت والعيون" 1/ 513، و"التفسير الكبير" 10/ 214.
(5) الذام: أي الذم والعيب. انظر: "الفائق" 2/ 124، و"اللسان" 3/ 1516 (ذمم).
(6) أخرجه بنحوه البخاري (6024) كتاب: الأدب، باب: الرفق، في الأمر كله =

الصفحة 22