كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

فمعنى {تَهْدُوا} على هذا تسموا (¬1) مهتدين وتجعلوهم مهتدين (.. (¬2) ..) وقوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 88] قال ابن عباس: "يريد دينا" (¬3). وقال الزجاج والسدي: أي (....) (¬4).
والمعنى أنه لا ينفعه هداية هاد له.

89 - قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا}
معنى هذه الآية صرف المؤمنين الذين كانوا يُحسنون الظنَّ بهم عما هم عليه، واخبار بما يوجب العداوة لهم والبراءة منهم.
وقوله تعالى: {فَتَكُونُونَ سَوَاءً} رفع بالنسق على تكفرون، لأن المعنى: ودوا لو تكفرون وودوا لو تكونون، فالفاء عاطفة، ولم يقصد بها جواب التمني، ولو أراد أن تكون جوابًا، على تأويل إذا كفروا استووا، لكان نصبًا (¬5).
ومثل هذا قوله: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9] (¬6).
ولو قيل: فيدهنوا، على الجواب لكان صوابًا في العربية (¬7)، ومثله قوله: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً} [النساء: 102] ونذكره في موضعه.
¬__________
(¬1) هكذا في المخطوط ولعل الصواب: "تسموهم".
(¬2) في المخطوط طمس يمثل كلمة أو كلمتين.
(¬3) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 92.
(¬4) بياض في (ش) وعند الزجاج في "معانيه" 2/ 88: "أي طريقًا إلى الحجة".
(¬5) "الكشف والبيان" 4/ 96 أبتصرف، وانظر: "التفسير الكبير" 10/ 221، و"البحر المحيط" 3/ 314، و"الدر المصون" 4/ 62.
(¬6) "الكشف والبيان" 4/ 96 أ.
(¬7) انظر: "الكشاف" 1/ 288، و"الدر المصون" 4/ 62، 63.

الصفحة 30