كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

"والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه" (¬1).
ومعنى {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال ابن عباس: "في طاعة الله" (¬2).
قال أهل المعاني: وسبيل الله هو الطريق الذي أمر بسلوكه، وهو العمل بطاعة الله (¬3)، وإنما جُعل كالطريق لأنه يُستمر عليه في الطريق، ويؤدي إلى البغية كما يؤدي الطريق (¬4).
وقوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا}، أي: عن الهجرة ولزموا الإقامة على ما هم عليه (¬5)، {فَخُذُوهُمْ} بالأسر (¬6).
وقوله تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} قال ابن عباس: "يريد لا تتولوهم ولا تستنصروا بهم على عدوكم" (¬7).

90 - قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ} الآية. الاستثناء راجع إلى القتل (¬8)، لا إلى الموالاة، لأن موالاة المشركين والمنافقين حرام بكل حال.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (10) كتاب: الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بلفظ: "والمهاجر من هجر" الحديث.
(¬2) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 92.
(¬3) انظر: الطبري 5/ 83، 169.
(¬4) انظر: "المفردات" ص 223.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 88، وانظر: الطبري 5/ 197، و"بحر العلوم" 1/ 374، و"الكشف والبيان" 4/ 96 أ.
(¬6) انظر: "بحر العلوم" 1/ 374، و"الكشف والبيان" 4/ 96 أ، والبغوي 2/ 260، و"زاد المسير" 2/ 156.
(¬7) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 92.
(¬8) انظر: "معاني القرآن" للفراء 1/ 281، و"مجاز القرآن" 1/ 136، والطبري 5/ 197، و"معاني الزجاج" 2/ 89.

الصفحة 33