كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

فقال: كان أهل العلم إذا سئلوا، قالوا: لا توبة له، وإذا ابتلي (الرجل قالوا له) (¬1): تُب (¬2).
وسئل مسروق عن توبة القاتل فقال: "لا أغلق بابًا فتحه الله" (¬3).

94 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} (¬4) الضرب في الأرض معناه السير فيها بالسفر للتجارة والجهاد (¬5).
قال ابن السكيت: يقال: ضربت في الأرض أبتغي الخير (¬6).
قال الزجاج: ومعنى ضربتم في الأرض أي سرتم وغزوتم (¬7).
قال ابن عباس في رواية الكلبي، وغيره من المفسرين: نزلت الآية في أسامة (¬8) بن زيد وأصحابه، بعثهم رسول الله في سرية، فلقوا رجلاً كان قد انحاز بغنم له إلى جبل، وكان قد أسلم، فقال لهم: السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبدر إليه بعضهم فقتله، قيل: إنه أسامة بن زيد،
¬__________
(¬1) ما بين القوسين غير واضح في المخطوط، والتسديد من "الوسيط" للمؤلف 2/ 665.
(¬2) أورده البغوي في "معالم التنزيل" 2/ 267، والسيوطي في "الدر المنثور" 2/ 353.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) بدأ تفسير هذِه الآية في صفحة (ب) لوحة (18) من المخطوط في أثناء الصفحة وقبله خمسة أسطر لتفسير الآية (93).
(¬5) انظر: الطبري 5/ 221.
(¬6) "تهذيب اللغة" 3/ 2102 (ضرب).
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 91.
(¬8) هو أبو محمد أو أبو زيد، أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن حبه، ولد في الإسلام، ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - وله عشرون سنة، كان عمر يجله ويكرمه. توفي رضي الله عنه سنة 54 هـ.
انظر: "الاستيعاب" 1/ 170، و"سير أعلام النبلاء" 2/ 496، و"الإصابة" 1/ 31.

الصفحة 39