كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وذهب إلى هذا القول من المفسرين محمد بن مقاتل الرازي (¬1) فقال: أراد: نعمتاه مبسوطتان، نعمته في الدنيا ونعمته في الآخرة.
وقوله تعالى: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}، أي: يرزق كما يريد، إن شاء قتر وإن شاء وسع (¬2).
وقوله تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}، قال أبو إسحاق: أي كلما أنزل عليك شيء من القرآن كفروا به فيزيد كفرهم (¬3).
وقوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}، أي بين اليهود والنصارى عن الحسن (¬4) ومجاهد (¬5)، لأنه قد جرى ذكرهم في قوله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 51] (¬6).
وقيل: أراد طوائف اليهود (¬7)، وهو اختيار الزجاج، قال: جعلهم الله مختلفين في دينهم متباغضين، كما قال جل وعز: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: 14] وهو أحد الأسباب التي أذهب الله بها جَدَّهم
¬__________
(¬1) المتوفى سنة 242 هـ وهو حنفي فاضل، حدث عن وكيع لكنه غير مشهور، ولم أقف له على تفسير، انظر: "ميزان الاعتدال" 5/ 172، "معجم المؤلفين" 3/ 730.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 1/ 490، "تفسير الطبري" 6/ 300، "بحر العلوم" 1/ 448.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 190.
(¬4) "النكت والعيون" 2/ 52، انظر: "تفسير البغوي" 3/ 77.
(¬5) أخرجه عن مجاهد "تفسير الطبري" 6/ 302، "تفسير الوسيط" 2/ 207، "تفسير البغوي" 3/ 77، "زاد المسير" 2/ 394.
(¬6) "تفسير الطبري" 6/ 302، "زاد المسير" 2/ 394.
(¬7) "النكت والعيون" 2/ 52، "تفسير البغوي" 3/ 77.

الصفحة 463