كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقوله تعالى: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ}، قال عطاء: يريد قومًا أسلموا من اليهود والنصارى (¬1).
وقال السدي: {أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ} مؤمنة (¬2).
وقال ابن عباس: هم العادلة غير الغالية ولا الجافية (¬3)، ومعنى الاقتصاد في اللغة: الاعتدال في العمل من غير غلو ولا تقصير (¬4)، وأصله من القصد، وذلك أن القاصد إلى الشيء الذي يعرف مكانه، خلاف الطالب المتحير في طلبه، فهو يمر على الاستقامة إليه، وليس كالمتحير فيه، فالاقتصاد الاستواء في العمل المؤدي إلى الغرض (¬5).
وقوله تعالى: {سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}، يقول: بئس شيئًا عملهم (¬6)، قال ابن عباس: "عملوا القبيح وما لا يرضي الله مع التكذيب بالنبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬7).

67 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية، روى الحسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله بعثني برسالته، وضقت به ذرعًا، وعرفت أن الناس مكذّبي" وكان يهاب قريشًا واليهود والنصارى، فأنزل الله هذه
¬__________
(¬1) لم أقف عليه عن عطاء، وهو قول كثير من المفسرين كمجاهد وابن زيد، انظر: "تفسير الطبري" 6/ 306، "بحر العلوم" 1/ 448، "تفسير الوسيط" 2/ 208، "تفسير البغوي" 3/ 78، "زاد المسير" 2/ 395.
(¬2) أخرجه الطبري 6/ 306، وانظر: "النكت والعيون" 2/ 53، "الدر المنثور" 2/ 527.
(¬3) انظر: "النكت والعيون" 2/ 53، "تفسير الوسيط" 2/ 208، "تفسير البغوي" 3/ 78.
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" 3/ 78، "زاد المسير" 2/ 395.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 2972 (قصد)، "اللسان" 6/ 3642 (قصد).
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 192.
(¬7) انظر: "تفسير الوسيط" 2/ 208، "تفسير البغوي" 3/ 78.

الصفحة 467