كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

نُمِدُّهُمْ} [المؤمنون: 55] {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ} [القيامة: 3].
فهذه مخففة من الثقيلة، لأن الناصبة للفعل لا يقع بعدها (أن)، ومثل المذهبين في الظن قوله تعالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا} [القيامة: 25] {إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا} [البقرة: 230]. ومن الرفع قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الجن: 5] {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} [الجن: 7] فأنْ ههنا الخفيفة من الشديدة كقوله: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} [المزمل: 20] لأن (أن) الناصبة للفعل لا تجتمع مع (لن) ومع السين؛ لاجتماع الحرفين في الدلالة على الاستقبال، كما لا يجتمع الحرفان لمعنى واحد، فمن رفع قوله: (أن لا تكون) كان المعنى: أنَّه لا تكون، ثم خففت المشددة وجعلت (لا) عوضًا من حذف الضمير، ولو قلت: علمت أن يقول، بالرفع، لم يحسن حتى تأتي بما يكون عوضًا من حذف الضمير، نحو قد والسين وسوف، كما قال تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} [المزمل: 20] ووجه النصب ظاهر.
وقوله تعالى: {فَعَمُوا وَصَمُّوا}، أي عن الهدى فلم يعقلوه (¬1)، قال الزجاج: هذا مثل، تأويله أنهم لم يعملوا بما سمعوا ولا ما رأوا من الآيات، فصاروا كالعمي الصم (¬2).
وقوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، قال الحسن: "فاستنقذهم بمحمد فكذبوه" (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" 6/ 312، "بحر العلوم" 1/ 451، "النكت والعيون" 2/ 55، "تفسير البغوي" 3/ 82.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 195، انظر: "بحر العلوم" 1/ 451.
(¬3) لم أقف عليه عن الحسن , انظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 341، "بحر العلوم" 1/ 451 , "زاد المسير" 2/ 401.

الصفحة 479