كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقال الزجاج: (والميسر: القمار) (¬1) كله، وأصله أنه كان قمارًا في الجزور، وكانوا يقسمون الجزور في قول الأصمعي على ثمانية وعشرين جزءًا، وفي قول أبي عمرو الشيباني على عشرة أجزاء، وقال أبو عبيدة: لا أعرف عدد الأجزاء. وكانوا يضربون عليها بالقداح (¬2).
فهذا أجل الميسر، والقمار كله كالميسر (¬3)، ويطول الكلام في كيفية قمار العرب على الجزور، فتركت ذلك، قال أبو إسحاق: وقد بينتها على حقيقتها في كتاب "الميسر".
وقوله تعالى: {وَالْأَنْصَابُ}، قال ابن عباس: يريد أنصبتهم التي نصبوها يعبدونها، وواحدها نَصْبٌ (¬4)، وقال في الأزلام: إنها سهام مكتوب عليها خير وشر (¬5)، ومثل ذلك قال الفراء والزجاج وغيرهما في الأنصاب والأزلام (¬6).
وقد ذكرنا معنى الأنصاب والأزلام في أول السورة عند قوله تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3].
وذهب بعضهم إلى أن المراد بالأزلام ههنا: قداح الميسر، قال
¬__________
(¬1) في (ج): (والميسر والقمار).
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" 1/ 175.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 203، وانظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 356.
(¬4) انظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 145، "النكت والعيون" 2/ 64، "الوسيط" 2/ 226، ونسبه المحقق لتفسير ابن عباس ص 88، والبغوي 3/ 94.
(¬5) "النكت والعيون" 2/ 64، "الوسيط" 2/ 226، وعزاه المحقق لتفسير ابن عباس ص 88، والبغوي 3/ 94.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 1/ 319، "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 145، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 203.

الصفحة 509