كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

الأزهري: ومن قال ذلك فقد وهم.
وقوله تعالى: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}، الرجس في اللغة: اسم لكل ما استقذر من عمل، يقال: رَجِسَ الرجل رَجَسًا ورَجُسَ، إذا عمل عملًا قبيحًا، وأصل من الرَّجَس بفتح الراء وهو شدة الصوت، يقال: سحاب رجاس، إذا كان شديد الصوت بالرعد، قال الراجز:
وكل رجَّاس يَسُوق الرُّجَّسَا (¬1)
فكان الرجس العمل الذي يقبح ذكره جدًا ويرتفع في القبح (¬2)، قال الزجاج (¬3): بالغ الله في ذم هذه الأشياء فسماها رجسًا، وأعلم أن الشيطان يسول ذلك لبني آدم (¬4).
وقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوهُ}، أي: كونوا جانبًا منه (¬5)، والهاء عائدة على الرجس (¬6)، والرجس واقع على الخمر وما ذكر بعدها، وقد قرن الله تعالى تحريم الخمر بتحريم عبادة الأوثان تغليظًا وإبلاغًا في النهي عن شربها , ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مدمن الخمر كعابد الوثن" (¬7).
¬__________
(¬1) هذا الرجز منسوب للعجاج كما في حاشية "معاني الزجاج" 2/ 204، "تهذيب اللغة" 2/ 1367 (رجس).
(¬2) الكلام من أوله من "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 203، 204، "تهذيب اللغة" 2/ 1367 (رجس)، "زاد المسير" 2/ 417
(¬3) في (ج): (الزجاجي)، وهو تصحيف لأن الكلام للزجاج.
(¬4) "معاني الزجاج" 2/ 203.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 206، "معاني القرآن" للنحاس 1/ 356.
(¬6) "تفسير البغوي" 3/ 94.
(¬7) أخرجه البخاري في تاريخه 1/ 129، 3/ 515، والبيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 12، وصححه الألبانى. انظر: "صحيح الجامع الصغير" 5/ 205 برقم 5737.

الصفحة 510