كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

ونحو هذا من القول في سبب النزول، قال أنس (¬1) والبراء بن عازب (¬2) ومجاهد وقتادة (¬3) والضحاك (¬4).
وقوله تعالى: {فِيمَا طَعِمُوا}، يعني: من الخمر والميسر (¬5)، وهذه اللفظة صالحة للأكل والشرب جميعًا.
وقوله تعالى: {إِذَا مَا اتَّقَوْا}، يعني: المعاصي والشرك (¬6)، {ثُمَّ اتَّقَوْا} الخمر والميسر بعد تحريمها (¬7)، {ثُمَّ اتَّقَوْا} يعني: جميع المحرمات، هذا قول المفسرين (¬8).
وقال أصحاب المعاني: الأول: عمل الاتقاء، والثاني: دوام الاتقاء والثبات عليه، والثالث: اتقاء ظلم العباد مع ضم الإحسان إليه (¬9).
وقال ابن كيسان: لما نزل تحريم الخمر قال أبو بكر: يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وقد شربوا الخمر وأكلوا القمار؟ وكيف بالقتلى في سبيل الله؟ وكيف بالغائبين عنا في البلدان لا يشعرون أن الله حرم الخمر
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري كتاب: المظالم، باب: 21 صب الخمر في الطريق، ومسلم (1980) كتاب الأشربة، باب: تحريم الخمر، والمؤلف في أسباب النزول ص 211 - 212.
(¬2) أخرج الترمذي (3050) كتاب: التفسير، باب: من سورة المائدة، والطبري 7/ 37، والمؤلف في أسباب النزول ص 212.
(¬3) أخرج عن مجاهد وقتادة الطبري 7/ 37، وعن قتادة المؤلف في الوسيط 2/ 228.
(¬4) أخرجه الطبري 7/ 39.
(¬5) انظر: "الوسيط" 2/ 227، والبغوي 3/ 96.
(¬6) "بحر العلوم" 1/ 458، "الوسيط" 2/ 227، البغوي 3/ 96.
(¬7) "تفسير الطبري" 7/ 39.
(¬8) "تفسير الطبري" 7/ 39، "معاني القرآن" للنحاس 2/ 358، "زاد المسير" 2/ 420.
(¬9) "تفسير الطبري" 7/ 36، "معاني القرآن" للنحاس 2/ 358.

الصفحة 514