كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

{يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} [الأنبياء: 49]، وقد أحكمنا هذا ومعنى الغيب في قوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3].
وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ}، قال ابن عباس: يريد بعد نهي (¬1)، {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 94].
قال ابن عباس: يوسع ظهره وبطنه جلدًا، ويسلب ثيابه (¬2).
هذا قول أكثر أهل التفسير في هذه الآية (¬3)، وقال عطاء: {بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} يريد حمام مكة {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} يريد أنها تفرخ في بيوت أهل مكة في الكِواء (¬4) على الطرق وقدر القامة وأدنى من القامة وأكثر من القامة وقدر رمح، فنُهي من أخذها وأكلها {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} يريد يأخذها سرًّا عن السلطان، وعن أهل الفضل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (¬5).

95 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} الآية.
حرم الله تعالى قتل الصيد على المحرم، فليس له أن يتعرض للصيد ما دام محرمًا، لا بالسلاح ولا بالجوارح من الكلاب والطير، سواء كان الصيد صيد الحل أو صيد الحرم (¬6)، وأما الحلال فله أن يصيد في الحل
¬__________
(¬1) "النكت والعيون" 2/ 66.
(¬2) انظر: "الوسيط" 2/ 228، وعزاه المحقق "لتفسير ابن عباس" ص 101، و"تفسير البغوي" 3/ 96، "زاد المسير" 2/ 422.
(¬3) "تفسير الطبري" 7/ 40، "بحر العلوم" 1/ 458، "النكت والعيون" 2/ 66، و"تفسير البغوي" 3/ 96، "زاد المسير" 2/ 422.
(¬4) الكِواء: جمع كوَّة وهي الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه. انظر: "اللسان" 7/ 3964 (كوي)
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) "تفسير الطبري" 7/ 74، "النكت والعيون" 2/ 66.

الصفحة 517