كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

المؤمنون أن يغيروا عليهم، شريح بن ضبيعة وأصحابه (¬1)، وقد ذكرنا ذلك في أول السورة عند قوله تعالى: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} [المائدة: 2]، ويقدم عليه حديث عقبة (¬2).
وقوله تعالى: {الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} قال عطاء والحسن والكلبي: الحرام والحلال (¬3)، وسمي الحرام خبيثًا؛ لسوء عاقبته، وذكرنا لما سمي الحلال طيبًا في قوله: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [سورة المائدة: 4]، وقال السدي: الخبيث المشركون، والطيب المؤمنون (¬4).

101 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية، قال ابن عباس وأنس وأبو هريرة والحسن وطاوس وقتادة والسدي وعلي بن أبي طالب وأبو أمامة الباهلي - رضي الله عنهم - دخل كلام بعضهم في بعض: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل حتى أحفوه بالمسألة، فقام مغضباً خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "لا تسألوني عن شيء في مقامي هذا إلا أخبرتكموه" فقام رجل من بني سهم كان يُطعن في نسبه، والرجل عبد الله بن حذافة، فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: "أبوك حذافة بن قيس"، وقام آخر فقال: يا رسول الله أين أنا؟ ويروى: "أين أبي؟ " فقال: "في النار" (¬5).
¬__________
(¬1) ذكره مقاتل في "تفسيره" 1/ 507، و"بحر العلوم" 1/ 461، "زاد المسير" 2/ 432.
(¬2) "البحر الرائق" 1/ 434.
(¬3) انظر: "بحر العلوم" 1/ 461، "النكت والعيون" 2/ 70، "تفسير البغوي" 3/ 104، "زاد المسير" 2/ 433، ونسبه لابن عباس.
(¬4) أخرجه الطبري 7/ 79.
(¬5) أخرجه بنحوه من حديث أنس البخاري (7089) كتاب الفتن، باب: التعوذ من الفتن، (7294) وكتاب: الاعتصام، باب: ما يكره من كثرة السؤال، ومسلم (2359) كتاب: الفضائل، باب: توقيره - صلى الله عليه وسلم -، والطبري 7/ 80.

الصفحة 541