كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

يحمل عليه (¬1)، وهذا قول أبي عبيدة (¬2) والزجاج (¬3) وأكثر أهل التفسير (¬4)، ونحو ذلك قال سعيد بن المسيب: كان الفحل يضرب الضراب المعدود، فإذا بلغ ذلك قالوا: قد حمي ظهره فترك (¬5)، وقال الفراء: الحامي الفحل من الإبل: كان إذا لقح ولد ولدِه حمى ظهره فلا يركب (¬6)، أعلم الله عز وجل أنه لم يحرم من هذه الأشياء شيئاً.
قال ابن عباس والمفسرون، وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن عمرو بن لُحي الخزاعي كان قد ملك مكة، وكان أول من غير دين إسماعيل، فاتخذ الأصنام، ونصب الأوثان، وبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة وحمى الحامي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلقد رأيته في النار يؤذي أهل النار بريح قُصْبِه" ويروى "يجز قُصْبه في النار" (¬7)، وقال قتادة: كان هذا كله تشديداً شدده الشيطان على أهل الجاهلية في أموالهم وتغليظاً (¬8)، وأنشد
¬__________
(¬1) "تفسير الطبري" 7/ 90، و"بحر العلوم" 1/ 462، "تفسير الوسيط" 2/ 235، "تفسير البغوي" 3/ 108، و"تفسير ابن كثير" 2/ 122.
(¬2) في "مجاز القرآن" 1/ 179.
(¬3) في "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 213.
(¬4) "تفسير الطبري" 7/ 86 - 93.
(¬5) أخرجه البخاري (4623)، كتاب: التفسير، من تفسير سورة المائدة باب: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ}، والطبري 7/ 90.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 1/ 322.
(¬7) أخرجه من حديث أبي هريرة مختصرًا: البخاري (4623)، كتاب: التفسير، من تفسير سورة المائدة، ومسلم (2856) كتاب: الجنة، باب: النار يدخلها الجبارون. لكن في البخاري جاءت تسميته: عمرو بن عامر، وكذا عند الإِمام أحمد في مسنده 2/ 275، وأخرجه الطبري 7/ 88 وغيرهم.
(¬8) أخرجه الطبري 7/ 90.

الصفحة 555