كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

واجبان في أهل المعاصي من المسلمين على الأبد، كذلك وجدنا أكثر أهل الحديث بلا توقيت (¬1)، وكان (¬2) ابن شبرمة (¬3)، يحد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، وذلك أنه حدث بحديث ابن عباس في الجهاد: من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة فلم يفر (¬4)، فقال: (أما أنا) (¬5) فأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا، لا يعجز الرجل عن اثنين أن يأمرهما وينهاها (¬6)، قال أبو عبيد: ولا أعلم هذا يوجد فيه أجل أحسن من الذي ذهب إليه ابن شبرمة (¬7).
وقوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}، قال عطاء: يريد مصيركم ومصير من خالفكم {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يريد يجازيكم بأعمالكم (¬8).

106 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} الآية، قال المفسرون كلهم في سبب نزول هذه الآية وما بعدها: أن تميمًا الداري (¬9)
¬__________
(¬1) "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز" في القرآن العزيز - لأبي عبيد (القاسم بن سلام) ص 290.
(¬2) لا يزال الكلام لأبي عبيد في "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز" ص 294.
(¬3) لم يتبين من هو.
(¬4) أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" 3/ 363 عند تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} (65) سورة الأنفال.
(¬5) في (ج): (أنا) بدون (أما).
(¬6) "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز" لأبي عبيد ص 294.
(¬7) "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز" ص 294.
(¬8) "تفسير الوسيط" 2/ 260، "زاد المسير" 2/ 443.
(¬9) هو أبو رقية، تميم بن أوس الداري، مشهور في الصحابة، كان نصرانيا فأسلم سنة 9 هـ، كان كثير التهجد، قام ليلة بآية حتى أصبح وهي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: 21] انظر: "الإصابة" 1/ 186.

الصفحة 563