كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

أنه عزبت عنهم أفهامهم من هول يوم القيامة فقالوا: لا علم لنا (¬1)، وهو قول الحسن، ومجاهد، والسدي، قالوا: من هول ذلك اليوم يفزعون ويذهلون عن الجواب، ثم يجيبون بعدما تثوب إليهم عقولهم (¬2)، واختار الفراء هذا القول (¬3).
ونحو هذا قال الكلبي: من شدة هذه المسألة وهول ذلك الموطن، قالوا: لا علم لنا، ثم رجعت إليهم عقولهم، فشهدوا على قومهم أنهم بلغوهم الرسالة، وكيف ردوا عليهم (¬4).
ومثل هذا قال مقاتل (¬5)، وسفيان الثوري (¬6).
قال ابن عباس في رواية الوالبي (¬7): إنهم قالوا: لا علم لنا كعلمك، لأنك تعلم ما أظهروا وما أضمروا، ونحن لا نعلم إلا ما أظهروا، فعلمك فيهم أنفذ من علمنا (¬8)، وعلى هذا إنما نفوا العلم عن أنفسهم؛ لأن علمهم كلا علم عند علم الله تعالى، وحكى ابن الأنباري عن جماعة أنهم قالوا: معنى الآية: لا حقيقة لعلمنا، إذ كنا نعلم جوابهم وما كان من أفعالهم وقت
¬__________
(¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه كما في "الدر المنثور" 2/ 607 - 608، "تفسير البغوي" 3/ 116، "زاد المسير" 2/ 453.
(¬2) "تفسير الطبري" 7/ 125، "بحر العلوم" 1/ 466، "تفسير الوسيط" 2/ 244، "تفسير البغوي" 3/ 116، "زاد المسير" 2/ 453.
(¬3) في "معاني القرآن وإعرابه" 1/ 324.
(¬4) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 126.
(¬5) في "تفسيره" 1/ 515.
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) علي بن أبي طلحة وهي من أصح الطرق عن ابن عباس.
(¬8) أخرجه الطبري 7/ 126 بمعناه، "النكت والعيون" 2/ 78، البغوي 3/ 115، "زاد المسير" 2/ 453.

الصفحة 585