كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

يعني: مسخهم خنازير (¬1)، وقال قتادة: إنهم مسخوا قردة (¬2).
وقيل: أراد جنسًا من العذاب لا يعذب به غيرهم (¬3)، وقيل في قوله تعالى: {مِنَ الْعَالَمِينَ} يعني عالمي زمانهم (¬4).
قال الزجاج: جائز أن يكون هذا العذاب يعجل لهم في الدنيا، وجائز أن يكون في الآخرة (¬5).
واختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لا؟: فقال الحسن: والله ما نزلت المائدة، وإن القوم لما سمعوا الشرط في قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ} استعفوا وقالوا: لا نريدها ولا حاجة لنا فيها. ولو نزلت لكانت عيدًا لنا إلى يوم القيامة (¬6)، وهذا أيضًا قول مجاهد أن الآية لم تنزل (¬7)، وابن عباس والباقون من العلماء على أنها نزلت (¬8)، ولكنهم مختلفون في كيفية نزولها والطعام الذي كان عليها، والذي نقتصر عليه هنا ما روى عمار ابن ياسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلت المائدة من السماء خبزًا ولحمًا، وأمروا أن لا يخونوا ولا يُخبِّئوا ولا يدّخروا، فخان القوم وخّباوا وادّخروا
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 2/ 462.
(¬2) أخرج ابن جرير عنه كقول ابن عباس: حولوا خنازير، الطبري 7/ 136. "النكت والعيون" 2/ 86.
(¬3) "النكت والعيون" 2/ 86، "زاد المسير" 2/ 462.
(¬4) "تفسير الطبري" 7/ 136، "النكت والعيون" 2/ 86.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 7/ 136.
(¬6) أخرجه الطبري 7/ 136، "النكت والعيون" 2/ 85.
(¬7) أخرجه الطبري 7/ 135.
(¬8) "تفسير الطبري" 7/ 133، "النكت والعيون" 2/ 85، "زاد المسير" 2/ 459, ونسب هذا القول للجمهور.

الصفحة 598