كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)
وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55] وقوله تعالى: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ} قال ابن عباس والسدي وابن جريج وقتادة: الحفيظ عليهم (¬1).
وقال الزجاج: أي: الحافظ عليهم (¬2)، وقال عطاء: يريد القاهر لهم (¬3) وهذا معنى وليس بتفسير، وذلك أن الحافظ على الشيء قاهر له، ولو لم يكن قاهرًا لم يصح الحفظ منه.
وقوله تعالى: {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]، قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد شهدت مقالتي فيهم وبعدما رفعتني إليك شهدت ما يقولون بعدي (¬4)، فالشهيد على هذا معناه: المشاهد لما يكون، ويجوز أن يكون الشهيد في هذه الآية بمعنى العلم، فيكون معنى {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي: شاهد عليه لعلمك به (¬5).
118 - قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} الآية، تفسير هذه الآية واضح على قول من يقول إن هذه المخاطبة جرت بين الله تعالى وبين عيسى حين رفعه إلى السماء، يقول عيسى لله تعالى: (إن تعذبهم) على كفرهم ومعصيتهم (فإنهم عبادك وإن تغفر لهم) بتوبة تكون منهم، وهذا مذهب السدي، وقال في هذه الآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ} فتميتهم بنصرانيتهم فإنهم عبادك، {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} فتخرجهم من النصرانية وترشدهم إلى الإِسلام (¬6)، وتفسير
¬__________
(¬1) أخرجه عن السدي وابن جريح الطبري 7/ 139، وعن ابن عباس ابن المنذر وعن قتادة عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر: "الدر المنثور" 2/ 616.
(¬2) ليس في معانيه.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) "تفسير الوسيط" 1/ 248 وعزاه المحقق لتفسير ابن عباس ص 105.
(¬5) "النكت والعيون" 2/ 89
(¬6) أخرجه الطبري 7/ 140، وكذا ابن حاتم وأبو الشيخ،"الدر المنثور" 2/ 616.
الصفحة 603
614