كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119] قال الحسن: فازوا بالجنة ونجوا من النار (¬1).

120 - قوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال مقاتل: عظَّم نفسه عما قالت النصارى من البهتان أن معه إلهًا فقال: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} دون كل من سواه لقدرته عليه وحده (¬2)، وقيل: إن هذا جواب (لسؤال مضمر) (¬3) في الكلام، كأنه قيل: من يعطيهم ذلك الفوز العظيم؟ فقيل: الذي له ملك السموات والأرض، قال الحسن: يريد خزائن السموات: وهي المطر، وخزائن الأرض: وهي النبات (¬4)، وجمع السموات ووحد الأرض تفخيمًا لشأن السموات على الأرض، والجمع قد يدل به على تفخيم الشأن كقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} [الحجر: 9]، و {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر: 49]، والآية تشير إلى أن الآمال يجب أن تتعلق بالله تعالى لعظم ملكه وسعة مقدرته (¬5).
¬__________
(¬1) "تفسير الوسيط" 2/ 249.
(¬2) "تفسيره" 1/ 522.
(¬3) في (ج): (مضمن).
(¬4) "تفسير الوسيط" 2/ 249.
(¬5) هذا آخر تفسير سورة المائدة، وقد أعقبه المصنف مباشرة بتفسير سورة الأنعام، وذلك في نسخة (ج) (جامعة الإمام) لوحة 97 ب، ونسخة (ش) (شستربني) لوحة 88 ب.

الصفحة 611