كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

مشروط في جواز القصر، حيث جعل نهاية جوازه الطمأنينة في الأهل. والذين قالوا: المراد بالطمأنينة زوال الخوف، قالوا في معنى قوله: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} أي: فأتموا ركوعها، غير مشاة ولا ركبان فيها، كما كنتم تفعلون في صلاة الخوف. وبه قال السدي (¬1) وابن زيد (¬2).

103 - وقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} أي فرضا موقوتًا (¬3).
قال ابن عباس: "فريضة بأوقاتها" (¬4).
والمراد بالكتاب ههنا: المكتوب، كأنه قيل: مكتوبة موقوتة، ثم حذفت الهاء من الموقوتة، لما (¬5) جعل المصدر موضع المفعول، والمصدر مذكر، ومعنى الموقوت أنها كتبت عليهم في أوقات مؤقتة، يقال: وقَّته، ووقَته، مخففًا (¬6). وقرئ: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (¬7) [المرسلات:
¬__________
(¬1) أخرجه عنه: الطبري 5/ 260، وابن أبي حاتم، انظر: "الدر المنثور" 2/ 380.
(¬2) أخرجه عنه: الطبري 5/ 260، وانظر: "الدر المنثور" 2/ 380.
(¬3) انظر: الطبري 5/ 261، و "معاني الزجاج" 2/ 99، و"بحر العلوم" 1/ 384.
(¬4) "تفسير ابن عباس" ص 157، بلفظ: "موقوتًا: مفروضًا" وأخرجه كذا الطبري 5/ 261، لكن من طريق العوفي، وانظر: "النكت والعيون" 1/ 526، و"زاد المسير" 2/ 188، و"الدر المنثور" 2/ 380.
(¬5) كأنها: كما.
(¬6) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 130، والطبري 5/ 262، و"الكشف والبيان" 4/ 115 ب.
(¬7) قراءة أبي جعفر وحده بواو مضمومة وكسر القاف مخففة. انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3928 (وقت)، و"المبسوط" ص 391، و"النشر" 2/ 397.
وفي مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "وقت" بواو مضمومة وتشديد القاف. انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3928 (وقت).

الصفحة 64