كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وترجون مع ذلك الجنة، وهم لا يرجون؛ لأنهم كانوا غير مقرين [بالبعث، فأنتم ترجون من الله ما لا يرجون] (¬1).
وذهب بعض المفسرين إلى أن (...) (¬2).
وأنكر الفراء والزجاج ذلك، فقال: [وأجمع أهل اللغة الموثوق بعلمهم على أن الرجاء] (¬3) ههنا على معنى الأمل (¬4).
وقال الفراء: "لا يعرف الرجاء بمعنى الخوف إلا مع (...) (¬5). كقوله: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] أي لا تخافون له عظمة. كقول أبي ذؤيب (¬6):
إذا لسعَتْه النَّحلُ لم يَرْجُ لسعَها ... وحالفَها في بيتِ نوبٍ عواملِ (¬7)
وإنما كان كذلك لأن الرجاء لما أخرج عن أصله لم يتصرف في جميع الوجوه بمعنى الخوف، إلا في النفي خاصة.
قال الزجاج: وإنما اشتمل الرجاء على معنى الخوف؛ لأن الرجاء أمل قد يخاف أن لا يتم (¬8). يريد: إنما يُرجى كونه يخاف فوته.
¬__________
(¬1) طمس ما بين المعقوفين في المخطوط، والتسديد من "معاني الزجاج" 2/ 100.
(¬2) طمس ما بين القوسين في المخطوط، والظاهر أنه: "الرجاء هنا بمعنى الخوف" أو قريب من ذلك. انظر: "معاني القرآن" للفراء 1/ 286، والطبري 5/ 264.
(¬3) طمس ما بين المعقوفين في المخطوط، والتسديد من "معاني الزجاج" 2/ 100.
(¬4) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 100.
(¬5) طمس، وفي "معاني الفراء" 1/ 286: "ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء إلا ومعه جحد".
(¬6) تقدمت ترجمته.
(¬7) "معاني القرآن" 1/ 286، والبيت في ديوان الهذليين 1/ 143 وقافيته "عواسل" بالسين، و"تهذيب اللغة" 4/ 3476، و"الصحاح" 1/ 229، و"اللسان" 8/ 4570 (نوب). والشاهد منه: أن الرجاء بمعنى الخوف لما اقترن بنفي.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 100.

الصفحة 68