كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا} بخلقه (¬1).
{حَكِيمًا} فيما حكم لأوليائه من الثواب، ولأعدائه من العقاب.

105 - قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} الآية.
أجمعوا على أن هذه الآية وما بعدها من أي كثير نزلت في قصة طعمة ابن أُبيرق (¬2)، سرق درعًا ثم رمى بها يهوديًّا فلما طلبت عنده الدرع أحال على اليهودي، فرماه بالسرقة، فاجتمع قوم طعمة وقوم اليهودي، وأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل قوم طعمة النبي عليه السلام أن يُجادل عن صاحبهم، وأن يبرأه، وقالوا: إنك إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح، وبرئ اليهودي، فهمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل وأن يعاقب اليهودي.
وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي عن أبي صالح عنه (¬3)، والضحاك والسدي والحسن وابن زيد أن طعمة سرق الدرع (¬4).
وقال مجاهد ومقاتل: إن طعمة استُودع درعًا, ولم تكن عليه بينة،
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 264.
(¬2) هو طعمة بن أبيرق بن عمرو بن حارثة بن ظفر الخزرجي الأنصاري، ذكر في الصحابة وأنه شهد المشاهد كلها إلا بدرًا، وقد تكلم في إيمانه.
انظر: "أسد الغابة" 3/ 75، و"الإصابة" 2/ 224.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 95، وقد أخرجه بمعناه عن ابن عباس من طريق العوفي: الطبري 5/ 267، وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" 2/ 384.
(¬4) أخرج الآثار عنهم: الطبري 5/ 267 - 270 إلا الحسن فأخرجه عنه ابن المنذر. انظر: "الدر المنثور" 2/ 385.
وقد أخرج القصة مطولة الترمذي في كتاب: التفسير، باب: (5) ومن سورة النساء 5/ 244 عن قتادة بن النعمان. وقال: حديث غريب، وكذا الطبري 5/ 265 وذكرها المؤلف في "أسباب النزول" ص 183، والسيوطي في "لباب النقول" ص 82.

الصفحة 69