كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

والبأس: الشدة في كل شيء (¬1).
وقال ابن عباس في قوله: {بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء:84]: "يريد شدة حربهم في القتال" (¬2) يسمى بأسًا لما فيه من الشدة.
والكلبي فسر البأس في قوله: {بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: بالقتال (¬3).
وقد أنجز الله وعده بكف بأس هؤلاء الذين ذكرهم في قوله: {بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
قال الكلبي: إن أبا سفيان (¬4) لما انصرف من أحد واعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موسم بدر الصغرى، فلما جاء الميعاد، خرج إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعين راكبًا، فلم يوافهم أبو سفيان، ولم يكن قتال، وكفاهم الله بأس عدوهم (¬5).
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا}.
قال ابن عباس والكلبي: أشد عذابًا (¬6).
والعذاب يسمى بأسًا لما فيه من الشدة، ومنه قوله: {فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ} [غافر: 29]، وقوله: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا} [الأنبياء: 12]، وقوله: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: 84].
¬__________
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 85، وانظر: "تهذيب اللغة" 1/ 225، و"الصحاح" 3/ 906، 907، و"اللسان" 1/ 199 (بأس).
(¬2) لم أقف عليه، ونحوه في "الوسيط" 2/ 638 دون نسبة لابن عباس.
(¬3) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬4) تقدمت ترجمته.
(¬5) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 93 أ، و"معالم التنزيل" 2/ 256، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬6) انظر: "زاد المسير" 2/ 149، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91. =

الصفحة 7